لقاء خاص: محمد رفه، الرئيس التنفيذي لشركة ساماكو السيّارات، والدكتور مانفريد بروينل، الرئيس التنفيذي لشركة بورشه الشرق الأوسط وأفريقيا م.م.ح
أداء المبيعات وخطط بورشه لعام 2021
كان العام الماضي استثنائياً بالنسبة لقطاع السيّارات، فكيف تأثّرت أعمال بورشه بجائحة كوفيد-19 وبزيادة ضريبة القيمة المضافة؟
محمد رفه: كان العام الماضي مليئاً بالتحديات للعالم أجمع، وأنا على يقين بأننا سنشهد تأثير الجائحة هذا العام أيضاً. لقد تغلبنا على كل الصعاب بفضل فريقنا المتفاني والعمل الجادّ. كنّا على اتصال وثيق بعملائنا وأطلقنا عروضاً جديدة على المبيعات وخدمات ما بعد البيع لتعزيز منتجاتنا في المملكة. أشعر بالفخر بإنجازاتنا التي ساعدت على نموّ المبيعات بنسبة 29 بالمئة العام الماضي، حيث تم بيع 953 سيّارة، وهذه أفضل نتائج حققناها خلال خمس سنوات.
حققتم نتائج رائعة بالنظر إلى ظروف العام الماضي، ما سرّ هذه النتائج برغم التحدّيات الكبيرة؟
محمد رفه: يعود الفضل في هذا النحاج إلى مجموعة منتجاتنا الرائعة، وعلاقتنا القويّة بمكتب بورشه الإقليمي في دبي وعملائنا الأوفياء الذين يواصلون عشقهم لسيّاراتنا الرياضية الرائدة ذات البابين والأربعة أبواب. استطعنا التغلب على ارتفاع ضريبة القيمة المضافة والآثار السلبية لجائحة كوفيد-19 من خلال مبادرات جديدة مثل خدمة بورشه الشاملة التي أُطلِقت منتصف العام.
الدكتور مانفريد بروينل: كانت آثار جائحة كوفيد-19، ولكنني فخور بأن فريق العمل في بورشه الشرق الأوسط وأفريقيا نجح في التعامل مع التحديات الاستثنائية لهذا العام، بفضل خطط العمل المرنة والأفكار الإبداعية، وقبل كل شيء، الجهود الكبيرة التي بذلها شركاؤنا في جميع أنحاء المنطقة. كما نفّذنا مجموعة متنوّعة من الإجراءات السريعة مثل استراتيجية "JumPStart" أو "الانطلاق السريع" التي مكّنت شركاءنا من تعزيز الأعمال سريعاً بمجرد تخفيف إجراءات الإغلاق، وأدّت إلى تحقيق نتائج مميزة هي الأفضل على الإطلاق للنصف الثاني من السنة. ولم يدّخر فريق بورشه في المملكة العربية السعودية بقيادة محمد رفه أي جهد على الإطلاق.
كيف ترون عام 2021؟ وما توقعاتكم للنموّ؟
الدكتور مانفريد بروينل: ننظر إلى المنطقة بكثير من التفاؤل، لكنّه تفاؤل يشوبه الحذر، حيث تنعكس الثقة على الاقتصاد العالمي بالتزامن مع إعطاء لقاح كوفيد-19. وكما القطاعات الأخرى، سنواصل مراقبة التطوّرات. ولكن يبدو أنّ ثقة المشترين بدأت تعود إلى سوق السيّارات الفاخرة، حيث حققنا أفضل نتائج مبيعات للربع الأول على مدار خمس سنوات، وأفضل معدّل لطلبات الشراء في الربع الأول على مدار ست سنوات وأكبر مجموعة طلبات شراء ربع سنوية منذ عام 2015. آمل أن يستمر ازدهار الأعمال خلال الأشهر المقبلة.
محمد رفه: كان أداؤنا متميّزاً في الربع الأول مع تحقيق أفضل نتائج منذ عام 2015، حيث سلّمنا 285 سيّارة جديدة للعملاء في جميع أنحاء المملكة. وتصدّرت سيّارتا كاين وماكان المبيعات، حيث حققت مبيعات ماكان خلال الربع الأول مستوى غير مسبوق، وكانت مبيعات سيّارة 911 الأعلى منذ عام 2012، ما يؤكد الإقبال الكبير على هذه السيّارات الرياضية باعتبارها الرائدة في فئتها.
هل لديكم أيّ خطط لتوسيع شبكتكم الحالية، ولا سيّما مع نموّ المبيعات؟
محمد رفه: أنا سعيد جداً بالافتتاح التجريبي لمركز بورشه الجديد في الرياض أخيراً، فهو أول صالة عرض في المنطقة تُبنى وفقاً لمعايير الهندسة المعمارية الجديدة التي تعتمدها شركة بورشه والتي تشمل الواجهات المعاصرة وعناصر التصميم الداخلية المبتكرة والكثير من التجهيزات والتقنيات الرقمية. إنّه المنشأة الأولى ضمن خطة توسّع شاملة من أجل تعزيز التركيز على شبكة خدمات ما بعد البيع. وإلى جانب ذلك، سيشهد هذا العام أيضاً إطلاق العديد من مراكز البيع المؤقتة (pop-up store) في مواقع حيوية في جميع أنحاء المملكة. ونتوقع بعد تنفيذ هذه الأفكار المبتكرة أن يكون عام 2021 مزدهراً.
الدكتور مانفريد بروينل: مركز بورشه الرياض هو أول صالة عرض تابعة لبورشه في المنطقة مصمّمة بالكامل وفق معايير الهندسة المعمارية العالمية الجديدة "Destination Porsche". سيضمن المفهوم الجديد للبيع بالتجزئة، الذي سيُطبّق تدريجاً في منطقتنا على مدار السنوات المقبلة، تحويل صالة العرض من موقع يركّز على المنتج في الغالب إلى تجربة تركّز على العملاء. أهنّئ محمد وفريقه على هذه المنشأة الجديدة الرائدة التي تلبّي متطلبات العملاء المتغيّرة.
هل يمكنكم ذكر بعض الأمثلة عن أساليب جذب العملاء الجدد إليكم في وقت قد لا يفكر فيه الكثيرون بشراء سيّارة جديدة؟
محمد رفه: خدمة العملاء والدعم الذي نقدّمه بعد البيع هما محور تركيزنا في العمل، وقد زاد هذا الاهتمام كثيراً العام الماضي. وفي إحدى مبادراتها الرئيسية للارتقاء بمستوى راحة البال لدى العملاء، طرحت بورشه السعودية خدمة بورشه الشاملة لمدّة أربع سنوات أو 60 ألف كيلومتر، وتغطّي جميع الخدمات الدورية للسيّارة، مثل تغيير الزيت والفلاتر وأقراص المكابح وبطانات المكابح، إلى جانب ضمان بورشه لمدّة أربع سنوات بدون تحديد المسافة المقطوعة والذي يغطي أجزاء السيّارة القابلة للاستهلاك وفقاً لشروط الشركة وأحكامها.
بالإضافة إلى ذلك، يتعاون الفريق المحلي مع بورشه للخدمات المالية لتقديم مجموعة متميّزة من الخدمات التمويلية للعملاء الراغبين في تحقيق حلمهم بامتلاك سيّارة رياضية فائقة الأداء. وتقدّم الشركة حالياً سيّارة ماكان مثلاً مع عرض %50-%50 التمويلي الذي يتيح تمويل ثمن السيّارة على دفعتين بدون فوائد.
ما هي سيّارات بورشه الجديدة التي يُتوقع طرحها في المملكة هذا العام؟
محمد رفه: سيكون عام 2021 عاماً حافلاً بالأحداث. ونتوقع وصول العديد من المنتجات الجديدة، فقد بدأنا بطرح أحدث جيل من سيّارة باناميرا الفاخرة بأربعة أبواب التي توفر أفضل أداء في فئتها. وفي فئة السيّارات الرياضية ذات البابين، سيشهد عام 2021 وصول سّيارة 911 توربو بطرازي كوبيه وكابريوليه، إلى جانب الطرازات الجديدة من سيّارة 718، التي تتضمن طرازي 718 كايمان وبوكستر GTS 4.0 مع ناقل الحركة الثنائي القابض من بورشه.
الدكتور مانفريد بروينل: نشعر أيضاً بحماسة كبيرة بعد إضافة مجموعة جديدة من السيّارات إلى فئة السيّارات الرياضية ذات البابين، مع الكشف عن سيّارة 911 GT3 التي تركّز على حلبات السباق. لطالما كانت هذه السيّارة من السيّارات المفضلة في الشرق الأوسط باعتبارها سيّارة مثالية لحلبات السباق وسيّارة فائقة الأداء للاستخدامات اليومية. توفر سيّارة GT3 أعلى مستويات المتعة في القيادة مع محرك بوكسر سداسي الأسطوانات سعة 4 ليترات وقوة 510 حصان متري، الذي يصل عدد دوراته إلى 9000 دورة في الدقيقة.
تُعدّ المملكة العربية السعودية سوقاً كبيراً لسيّارات الصالون، وتأتي باناميرا بإطلالة جديدة وخيارات متعددة من المحركات. هل تعلّقون آمالاً كبيرة على السيّارة ذات الأربعة مقاعد في عام 2021؟
محمد رفه: لطالما كانت باناميرا من أهم السيّارات في السوق السعودي، وعملنا على تعزيز خصائص هذه السيّارة على جميع المستويات. كانت السيّارة بالفعل تمثل معياراً يحتذى به لأداء سيّارات الصالون ذات الأربعة مقاعد، وقد نجحت الشركة في تعزيز الأداء والفخامة ومستويات الثبات. وأضافت بورشه إلى المجموعة الحالية طراز توربو S الجديد مع محرك بقوة 630 حصان متري، الذي ينطلق بالسيّارة من السكون إلى 100 كم/ساعة في 3.1 ثوانٍ، مع سرعة قصوى تبلغ 315 كم/ساعة. وتُجهز جميع الطرازات بنظام بورشه لإدارة الاتصالات الجديد، الذي يتضمّن خاصّية توصيل الهاتف بالسيّارة لاسلكياً عبر تطبيق Apple® CarPlay، ونظام المساعدة في الحفاظ على المسار، ونظام تثبيت السرعة المتكيّف، ونظام الرؤية الليلية، والعديد من التجهيزات الأخرى. يتوفر الطراز الأساسي منها بأسعار تبدأ من 400,350 ريالاً سعودياً.
ما أهمّية السوق السعودي في الشرق الأوسط؟
الدكتور مانفريد بروينل: السوق السعودي مهمّ للغاية بالنسبة لنا في بورشه الشرق الأوسط، وعلاقتنا متينة للغاية مع شركة ساماكو السيّارات باعتبارها المستورد الحصري الموثوق لسيّارات بورشه في المملكة. كانت المملكة أسرع الأسواق نمواً في الشرق الأوسط العام الماضي، وهي ثاني أكبر أسواق بورشه في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي. ويؤكّد الاستثمار في صالات العرض ومرافق الخدمات الجديدة التزام بورشه السعودية تجاه العلامة التجارية ويعكس إمكانات تعزيز هذا النموّ في السنوات المقبلة.
محمد رفه: نطمح لما هو أكبر، فعدد طلبات الشراء الكبير العام الماضي يؤكد أن استثماراتنا على المسار الصحيح. ستظلّ المملكة العربية السعودية سوقاً مهمّاً لسنوات عديدة وهناك مستقبل مشرق ينتظرنا، ولا سيّما مع عزم الشركة طرح العديد من الطرازات الجديدة وما تقدّمه بورشه الشرق الأوسط لنا من دعم. ومع استمرار التعافي من آثار جائحة كوفيد-19، نتطلع إلى الكثير من الإنجازات، بينما تستقبل المملكة مزيداً من السائحين لحضور الفعاليات الثقافية والرياضية، على غرار أول سباق للجائزة الكبرى للفورمولا 1 في المملكة العربية السعودية، والذي سيعزز ثقة المشترين.