معرض لأعمال الفنان الإسباني مانو ألغيرو "فنّ الانفجار" في غاليري أوبلونغ للفنّ المعاصر
الفنان مانو ألغيرو، المولود في برشلونة، والمعروف بلوحاته التي تعبّر عن جمال التغيير ووجهات النظر الجديدة، يعرض أعماله الفنية في غاليري أوبلونغ للفنّ المعاصر في جزيرة بلو ووترز.
وتقول السيدة باولا ماروتشي، الشريكة المؤسِّسة لـغاليري أوبلونغ للفنّ المعاصر حول أعمال مانو ألغيرو الفنّية: "حيث رأى الناس النهايات، تصوّر مانو إعادة الابتكار! إن معرض الفنان مانو ألغيرو الذي يحمل عنوان "فنّ الانفجار" يجعلنا نتساءل عن اللحظة التي تربط بين القديم والجديد." وتضيف: "توضّحت أهمية فنّه بشكل خاص في هذه الفترة من التغيير الكبير والفوضى، إذ شهد العالم ما يشبه انفجاراً في القيم الطبيعية والنظم التقليدية."
ظهر شغف مانو ألغيرو بالانفجارات في سنّ مبكّرة جداً، حيث كان يحبّ الأجواء الاحتفالية التي تشيعها الألعاب النارية. وعندما كبر، تابع ألغيرو اهتمامه وبدأ في استكشاف مفهوم "بيغ بانغ"، إذ يقول: "وجدت أنه من المثير للاهتمام أن يكون الكون بأسره، وكذلك الكواكب والنجوم، ولدت من انفجار واحد كبير."
"في تلك المرحلة، أدركت أنه كان عليّ أن أفعل شيئاً حول هذا المفهوم. لذا قرّرت قبل سبع سنوات، أن أجرّب رسم "الانفجارات" وأحببت العملية برمّتها إذ كانت النتيجة بالضبط ما أردت ". حيث أن عمل الفنان مستوحى من لحظات عاطفية شديدة ورغبة في بدايات جديدة.
بدايةً، جرب ألغيرو الطلاء المعدني والألعاب النارية، وسرعان ما أدرك أنها لم تكن فكرة جيدة. فقام من ثمّ بدمج الطلاء البلاستيكي بألعاب نارية أكبر واكتشف تركيبة متوافقة للتعبير عن الذات. ويقول: "أرسم عالمي الداخلي، وأشارك مشاعري مع أولئك الذين يستكشفون فني."
يقول ألغيرو: "عندما أشعر بفرح غامر، أرسم انفجارات من السعادة. وعندما أمرّ بلحظات مظلمة، أرسم انفجار حزن، ولكن هذا الأخير غالباً ما أحتفظ به لنفسي". علماً أن أعمال عائلة ألغيرو تتضمّن هدم المباني الذي يشكّل مصدر إلهام آخر لفنّه المتفجّر. وهو يقول عن عملية هدم المباني: "أحب لحظة الصمت التي تسود قبل بدء العدّ التنازلي لمدّة 10 ثوانٍ". ويضيف أن حالة من الرهبة تملّكته حين شاهد مبنى ينهار لأوّل مرّة، معجباً بجمال الدمار.
"قد ينظر الناس إلى التدمير على أنه شيء سلبي لكنهم يتذكّرون دائماً أنه لكي تتمكّن من بناء شيء جديد، عليك أولاً التخلّص من القديم. إذا كنت ترغب في بناء مبنى جديد، فأنت بحاجة إلى هدم المبنى القديم. والأمر نفسه ينطبق عند بدء حياة جديدة - عليك التخلص من أساليب العيش القديمة لتبدأ من جديد ".
ومنذ اللحظة التي وضع فيها مانو قلم رصاص على الورق للمرّة الأولى، عرف أنه قدّر له أن يكون فناناً. إذ ولد مانو في برشلونة عام 1976 ودرس في أكاديمية ماتارو للفنون. وقد درس التصميم الفنّي في IDEP برشلونة، والفنّ والموضة في سان مارتن، لندن. وسرعان ما أدرك مانو أن أفضل طريقة للتعلّم هي من خلال التعرّف على ثقافات مختلفة والتفاعل مع الخبراء في مجاله. كان يحبّ الرسم واستكشاف آفاق شغفه، لكن كان عليه أن يجد شيئاً فريداً. إذ كان يتوق إلى أن يكون جزءاً من العالم الفني ويرغب في التميز لأن كونه مجرّد رسام آخر لن يجعله سعيداً، وبالتالي واصل البحث عن هويته الفنية الحقيقية.
أعمال مانو موجودة في المجموعة الدائمة في متحف كان فراميس، ومتحف إيسبيس فولارت للفن المعاصر، وكلاهما في برشلونة؛ وكذلك متحف كان ماريو في جيرونا، ومتحف بالاو سولتيرا، ومتحف أصيلة في المغرب .ألغيرو أيضاً حاصل على العديد من الجوائز من معارض فنيّة في طوكيو وأكسفورد وأمستردام.
سيتضمّن المعرض الفردي في غاليري أوبلونغ مجموعة مختارة من 11 لوحة تجريدية. بأصداء التعبير التجريدي الأميركي، تجذبنا لوحات مانو ألغيرو الهائلة بتفاعلها مع المادة واللون وإيماءة الفنان بحثاً عن التأثير البصري. والكمية الكبيرة من الطلاء المستخدمة لإنشاء مواد متعددة، وكذلك الظلال، تُستخدم بعفوية غالباً ما يتمّ تفحّصها وتعديلها لاحقاً. وإلى جانب حيوّتها الفنية، تُظهر أعمال مانو الفنية أيضاً اهتمام الفنان بدراسة الوجه البشري، وهو ما توحي به شخصياته الدرامية وغير المكتملة.
"ذات يوم، عندما قررت العمل بواسطة لوحات كبيرة وكثير من الطلاء، حدث ذلك بشكل طبيعي، وكان ذلك عندما بدأت في البحث في المادة وأخذت أستكشف كيفية نقل طاقتي إلى القماش، وتجسيد الحالة المزاجية بطريقة صادقة ". مانو ألغيرو