العلا وجهة جذابة للمسافرين السعوديين والخليجيين على مدار العام
تقع العلا، المشار إليها دائماً كأحد أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، في شمال غرب المملكة العربية السعودية، بين وادٍ مذهل تتخلله أشجار النخيل محاطةً بالأحجار الرملية. تبلغ مساحتها مساحة دولة صغيرة، ويمكن الوصول إليها بالسيّارة أو بالرحلات الجوّية من جدّة أو الرياض. وعند افتتاحها في شهر أكتوبر الجاري، سيتمكن المسافرون من زيارة المواقع الأثرية الرئيسية وهي الحِجر (أول موقع تراث عالمي لليونسكو)، وجبل عكمة (المكتبة المفتوحة)، ودادان. وابتداءً من ديسمبر 2020، ستُفتح أبواب المدينة القديمة، وقد كانت هذه المتاهة المتكوّنة من 900 مبنى من الطوب مأهولة بالسكّان منذ القرن الثاني عشر.
وتُعدّ العلا بمثابة متحف مفتوح يحتضن المقابر المحفوظة والتشكيلات الحجرية المميزة، مع مساكن وآثار تاريخية بعضها نحتتها الطبيعة وأخرى من صنع البشر، جميعها تحمل تاريخاً بشرياً عريقاً لم يُستكشف بعد يمتدّ إلى ما قبل ألفي قرن. وقد كانت العلا سابقاً عاصمة لمملكتي دادان ولحيان اللتين تحكّمتا لفترة من الزمن بتجارة القوافل. وتحتضن الحِجر التي كانت سابقاً المدينة الجنوبية الرئيسية في مملكة الأنباط والتي تشتهر بمقابرها الآثرية المذهلة.
تضمّ محافظة العلا آثاراً قديمة تعود لأكثر من 300 سنة قبل الميلاد، وتشير الدراسات إلى أنّ العلا زارها رحّالة مسلمون خلال رحلاتهم إلى الحج منهم ابن بطوطة وعبد القادر الجزيري، ومستكشفون غربيون كالرحّالة الإنجليزي ج. كوك الذي أعدّ دراسة عن العلا بعنوان "الكتابات السامية الشمالية".
يقال إنّ الحِجْر كانت تُعرف بمدائن صالح أو قرى صالح أو عدال، وهي ثاني أكبر مدن الأنباط.
تقع على بعد 22 كلم شمالي شرقي العلاـ ويطلق الحِجْر على هذا المكان منذ أقدم العصور، ويستمدّ شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، ومن أصحابه المعروفين بقوم ثمود الذين ذكرهم القرآن بأنّهم رفضوا دعوة نبيّ الله صالح وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية.
الحجر أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح، حيث تبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39 كلم2 وتضمّ آثاراً قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها. والآثار القديمة تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية. ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى عام 75 للميلاد، وهي تحمل ملامح فنّية في غاية الجمال، فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل كما نحت أعلاه لوحة سجّل عليها وصيّته وأنّ هذه المقبرة تخصّه وتخصّ عائلته. وتُعدّ آثار الحِجْر من أبرز المواقع الأثرية في العالم.
للعلا آثار إسلامية قديمة تبدأ من السنة السابعة للهجرة حيث مر بها الرسول وصلى بها وأقام موسى بن نصير قلعته في أعلى جبل وسط العلا، وكذلك آثار سكّة حديد حجّاج الشام. ومن تلك الآثار:
محطة سكة حديد الحجاز: وهي عدّة محطات على خطّ سكة حديد الحجاز التي تربطها ببلاد الشام مروراً بمدينة تبوك. ويُذكر أنّه بدأ العمل بسكة الحديد تلك في تشرين الأول لعام 1899م.
قلعة الحجر الإسلامية: ورد ذكرها في رواية المقدسي وهي عثمانية بناها العثمانيون عام 1375هـ-985م كاستراحة لحجّاج بيت الله الحرام.
قلعة موسى بن نصير: أنشأة القائد المسلم موسى بن نصير على جبل شاهق وسط مدينة العلا.
البلدة القديمة: تمثّل البلدة الإسلامية التي تقع وسط محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويقطنها نحو 60 ألفاً، وتعود لبدايات العصر الإسلامي، وإحدى ثلاث مدن إسلامية في العالم أجمع ما زالت باقية بمساجدها ومنازلها وأسواقها وأسوارها. وقد تعاقب أهالي العلا على بنائها والسكن فيها جيلاً بعد جيل حتى هُجرت تماماً قبل أربعين عاماً تقريباً.
الساعة الشمسية (الطنطورة): تقع الساعة الشمسية جنوب البلدة الإسلامية وهي عبارة عن بناء هرمي الشكل وتُستخدم لمعرفة دخول الفصول الأربعة وخاصّة دخول فصل الشتاء، عن طريق حجر مغروس في الأرض أمام البناء الهرمي، حيث يصل ظلّ الساعة الشمسية إلى هذا الحجر في اليوم الأول لدخول فصل الشتاء في 21 من ديسمبر، ولا يمكن أن يصل ظلّ الساعة الشمسية إلى هذا الحجر مرّة أخرى إلّا في العام المقبل وفي نفس التاريخ، ولا تزال تُستخدم حتى اليوم حيث يستمتع الكثير من الزوّار والسيّاح بمشاهدة هذا الحدث.
جبل عكمة (المكتبة المفتوحة)
يُعرف بأنّه من أكبر المكتبات المفتوحة في السعودية التي تحتوي على الكتابات والنقوش الأثرية. ويعود هذا الموقع إلى الحضارة اللحيانية. ويُعدّ موقع ''عكمة'' الذي أنهت الهيئة العامّة للسياحة والآثار، تطويره وتأهيله، من أهم المواقع الأثرية، فهو بمثابة مكتبة مفتوحة، وسجلّ أدبي حافل قدّم للباحثين تاريخ الأولين. والموقع عبارة عن وادٍ ضيق ينحدر من جبل عكمة الذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال الغربي من مدينة العُلا، ويمكن رؤية هذا الجبل من مسافة بعيدة، وهو ذو لون داكن، ويميل للون الأحمر، ويتميّز بالارتفاع الشاهق، ويشكل لوحة طبيعية بديعة. وتشكل هذه النقوش وثيقة حيّة، وصفحة نابضة بالثراء التاريخي يستنطقها الباحثون والمختصّون بالشأن الأثري الأركيولوجي، ويقرأون فيها دروس التاريخ والماضي التليد.
الهيئة الملكية لمحافظة العلا تعين آفياريبس ممثلاً تسويقياً للوجهة سياحياً في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن تعيينها شركة آفياريبس ممثلاً التسويق والعلاقات العامّة للوجهة في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات والكويت. وآفياريبس هي شركة عالمية رائدة دولياً وذات خبرة متمرسة في تطوير وتشكيل خطط الطلب والإنفاق للسياحة الدولية. سيشهد التمثيل، الذي يدخل حيز التنفيذ الفوري قيام آفياريبس بالترويج للمناطق السياحية والتجارب الفريدة في العلا للمسافرين وخبراء قطاع السفر الموجودين في دول الخليج، من خلال عدة أنشطة متنوّعة للتسويق والعلاقات العامة.