Menu

كاشيدا والأحرف العربية صنوان

بيروت- هلا داغر

لطالما ألهم الحرف العربي الكتّاب والفنانين التشكيليين وكذلك مصممي الديكور، وكان مصدراً لخيالهم وإبداعاتهم. تناولوا جماليته وانسيابه وعملوا على تطويعه وفقاً لتصوراتهم. هكذا فعل ايلي أبو جمرة وميرنا حمادي حينما حلما بتصميم أشياء تحتفي بجمال الخط العربي منذ عام 2011.

بإمكان المرء أن يختار قطعاً مميزة لتأثيث منزله، إلا أن الاقتناع بالخط العربي لا يجد طريقه إلى عامة الناس. هناك فئة من الذواقة تبحث عن الفرادة والتميز وتنتقي أثاث منزلها بدقة وتضع كل قطعة في مكانها المناسب. إلى هذا هدف ابو جمرة وحمادي حين أطلقا "كشيدة"، تلك المؤسسة التي أنتجت قطعاً جميلة استندت إلى الأحرف العربية وانطلقت في عالم الديكور والأثاث في لبنان لتنتقل بعدها إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة ناشرة إبداعاتها الفريدة.

تتخطى تصاميم "كشيدة" المظاهر التقليدية لأشكال الحروف الجميلة من خلال إضفاء الحيوية عليها عبر تصميمات عملية وفق طلب كل شخص. من هنا نراها تهتم بصنع الأثاث والأكسسوارات المنزلية على أساس الطباعة العربية الثلاثية الأبعاد. من خلال استكشاف مختلف النصوص العربية، تتبنى "كشيدة" نظرة ومفهوماً متميزاً لثقافة الشرق وتعكسها في تصاميم معاصرة. ومدفوعة بمهمة الربط بين الطباعة وتصميم الأثاث، عملت على إعادة ابتكار قطع فنية فريدة باستمرار تلبي احتياجات المجتمع المريحة ونمط الحياة، فضلاً عن اللجوء في تنفيذها إلى العاملين في الحرف اليدوية المحلية والتأكيد على استمراريتهم.

المواد الفاخرة كانت ولا زالت هي المستخدمة في منتجات "كشيدة". خشب ومعدن ورخام وبورسلين. مواد تبرز جمالية التصاميم وتبهر العين وتجذب الاهتمام. واستناداً إلى الخط العربي، انطلق ابو جمرة وحمادي في تصنيع الكراسي بذراعين وطاولات القهوة والمرايا الجدارية وأرائك المجلس وخزائن الكتب وكونسول مدخل المنزل والفواصل بين الغرف وكل ما يخطر في البال، فضلاً عن إضفاء الطابع الشخصي على قطعة الأثاث الخاصة بكل فرد، وذلك وفق الطلب.

تسمية "كشيدة" لم تأت من فراغ، هي على صلة وثيقة بالحرف العربي.  ومعناها التطويل أو التفصيل. مصطلح "كشيدة" هو الحرف الرسومي الذي يربط بين حرفين عربيين في كلمة واحدة. هي إضافة تضاف بين حروف الكلمة الواحدة في الكتابة العربية بغرض تطويلها، وتعتبر أحد التقنيات المستخدمة لمساواة النص في الخط العربي. هي خط أفقي متصل يتوسط الكلمات تحديداً بين الحروف المتصلة فيزيد من طول الخط الفاصل بينها، والكشيدة بشكل عام تستخدم لأهداف مختلفة، حيث تستخدم لموازنة أطوال النصوص كما في حالة الشعر حيث الهدف من ذلك المحافظة على النص مرتباً ومريحاً للعين، وتستخدم أيضا لتزيين الكلام عبر زيادة المسافة بين بعض الحروف دون غيرها، والبعض الآخر يستخدمها لتوضيح الكلمات المكتظة بالحروف والحركات.

تلتزم "كشيدة" بأعلى معايير الجودة والنوعية، ولطالما كانت جزءاً من صناعة الأثاث وتصميم الديكور. فهي تتمتع بقدر هائل من المعرفة على مدى سنوات من الخبرة كشركة تصنيع، في وقت تواصل توسيع ابتكاراتها وتصاميمها وتنوع منتجاتها بشكل يومي. من هنا تقوم بتزويد الزبائن بمجموعة متنوعة من الأثاث المبتكر وعالي الجودة وبالأكسسوارات المميزة، والتي تم تنفيذها بأعلى درجة من الدقة والعناية.

على خط آخر رفدت "كشيدة" تصاميمها وابتكاراتها بأحدث مجموعة من أدوات المائدة الأنيقة والأكسسوارات المنزلية مخصصة لها ألوان جميلة محددة كالأزرق والذهبي، من هنا تتميز كل قطعة في هذه المجموعة بنمط مميز تم إنشاؤه من كلمة "سعادة". تستكشف السلسلة فن التكرار الذي يذكرنا بزخارف الأرابيسك التقليدية. إنه أسلوب معاصر في أنماط الأرابيسك باستخدام الخط كنقطة محورية. مجموعة غنية من المنتجات التي تتراوح من أطباق المائدة الفاخرة وفناجين القهوة إلى أطباق البهارات وصناديق وحاويات الأكريليك إلى صواني التقديم، وصواني الكيك، وأطباق السلطة، وأطباق التقديم، وحتى ديكور المنزل مثل المزهريات الخزفية، وحاملات المصحف وسواها من القطع. مجموعة تعتبر بمثابة فن لمنزلك.

لا يمكن لأكسسوارات المائدة أن تكتمل من دون مسك ختام الوليمة أي طبق الأجبان الخشبي المزين بكلمة "صحتين" أو "عافية" والسكين الخاص بقطع الأجبان والمصمم من مادة الستينلس ستيل والذي يحمل أيضاً الكلمات نفسها بالخط العربي. وكذلك لا بد من حاملة المحارم المتناسقة مع مجموعة أغراض المائدة ككل. إذن في تصاميم أواني المائدة لا بد للأحرف العربية أن تزين كل قطعة وفق استخدامها. من هنا اختارت "كشيدة" في تصاميمها ومجموعاتها كلمات مألوفة مثل "صحتين" و"عافية" و"سعادة" والتي هي قريبة من لغتنا اليومية، وذات صلة بمتعة الطعام دون شك.

بالتأكيد في جعبة ميرنا حمادي وايلي أبو جمرة الكثير من الأفكار والابتكارات ستجد طريقها إلى التحقيق والتنفيذ في المستقبل، وبالطبع ستكون مستندة إلى الحرف العربي. ومما لا شك فيه أن المنافسة ما بين المصممين المستندين إلى الخط العربي وأحرفه في عالمنا العربي ستجعلهما أكثر بحثاً عن أفكار جديدة وابتكارات أجمل وأكثر إبداعاً وتنوعاً.

لا بد من الإشارة إلى أن تواجد "كشيدة" في دبي جعل زبائنها أكثر تنوعاً خصوصاً حين نعلم أن مواطنين أجانب مثل الأوروبيين والآسيويين والأميركيين والعرب (بطبيعة الحال) ينجذبون إلى الحرف العربي وجمالياته ويسعون إلى اقتناء تصاميمه في منازلهم.

مما لا شك فيه أن "كشيدة" توازن بين الآلة والإنسان. الغالبية العظمى من مجموعاتها يتم تنفيذها يدوياً، من خلال تقنيات حرفية دقيقة. ولأن ميرنا وايلي يعملان مع الكلمات والحروف فهما يصممان قطع أثاث فريدة وخاصة بكل شخص يقصدهما، لذلك لا نجد لدى "كشيدة" قطعتان متشابهتان، وهما يصران على تصميم منتجاتهما لتدوم في الزمان والمكان. إذا كنت ممن يعشق الأحرف العربية ويتمتع بذوق مميز ويسعى لأثاث لا يشبه الأثاث العادي والكلاسيكي، تصاميم "كشيدة" هي ما يلبي طلبك المميز.

إقرأ المزيد من بلاتينوم

cross-circle linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram