Menu

أناقة الجلود

من الأثاث إلى كلّ مناحي حياتنا

بيروت – هلا داغر

للجلود جماليّة خاصّة، جذابة وأنيقة وراقية. لافتة للنظر في استخداماتنا اليوميّة والعمليّة وفي ديكورات بيوتنا ومكاتبنا وأماكن عملنا وحتى في سيّاراتنا... تواكب الموضة ونراها في العديد من مناحي حياتنا اليوميّة. بعضها فريد من نوعه، والبعض الآخر يدخل في صلب عمليّات الإنتاج بكمّيات كبيرة.

الجلد مادّة تُستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وتعود أولى استخداماته إلى زمن سحيق. وفي جميع البلدان، يعرف العديد من الحرفيين كيفية العمل به خصوصًا أنّ العاملين به يتمتّعون بكفاءات ومؤهّلات عالية جدًا.

للحصول على جلد عالي الجودة، تكون خطوات التصنيع باهظة الثمن ومعقدة التنفيذ. ويمكن إجراء بعضها يدويًا، مما يزيد من تكلفة الإنتاج، وبالتالي سعر البيع النهائي. ولكن نظراً لمتانة المادّة، غالبًا ما يكون ذلك استثمارًا طويل الأجل.

الجلد مادّة متعدّدة الاستخدامات ويمكن استخدامها بعدّة طرق. إنّه متين ويتقاطع مع الموضة، بحيث تُعدّ الملابس الجلديّة من كلاسيكيّات خزانة الملابس، ويمكن حتى أن تنتقل من جيلٍ إلى جيل. وهو بالإضافة إلى ذلك يتكيّف مع جميع أنماط الملابس، من الأكثر أناقةً وكلاسيكيّةً إلى الأكثر عصريّة. إذن يُعدّ الجلد مادّةً نبيلة لصناعة الملابس بدءًا من المعاطف والسترات والتنانير والسراويل والأحزمة وحتى القفازات وصولًا إلى حقائب اليد وحقائب السفر وحقائب الكمبيوتر وحقائب الأوراق والمحافظ وسلاسل المفاتيح وصناديق المجوهرات، وكذلك حافظة النظّارات وحافظة حماية هواتفنا الذكيّة... ويُستخدم الجلد أيضًا في صناعة جعبة السهام وأغماد السكاكين وحافظات الأسلحة. ولا ينتهي التعداد. غير أنّ الأحذية هي الرقم واحد في المصنوعات الجلديّة وكذلك الأساور الجلديّة المنتشرة في عالم الموضة اليوم وأيضًا الساعات الجلديّة.

من القطاعات الأخرى التي تستخدم الجلود تقليديًا، قطاع الأثاث إذ نجد الجلود متوافرةً في الاستخدامات المتنوّعة مثل كنبات الصالونات وكراسيّ ومفروشات المكاتب ومقاعد السيّارات وأكسسوارات المكاتب وأغلفة الكتب وإطارات الصور  والعديد العديد غيرها... بحيث يمكن القول إنّ المصنوعات الجلديّة موجودة في كلّ مكان من حولنا.

ومع وصول جلود جديدة يمكنها تحمّل جميع البيئات تقريبًا، يرغب الزبائن دائمًا في الاستمتاع بكلّ ثانية في حياتهم وفي منازلهم وأماكن سكنهم، ولذلك يجدون صنّاع الجلود حاضرين لتلبية رغباتهم. غير أنّهم من جهة أخرى لا يزالون يجدون صعوبة في معرفة كيفيّة اتّخاذ القرار الصائب بمجرّد دخولهم إلى المتاجر.

ولكن ما هو الجلد؟

الجلد هو جلد حيوانيّ مقاوم للعفن بعد معالجته بواسطة عمليّة الدباغة التي تحافظ عليه. وهو أيضًا متين لأنّه يُعرف بـ"المادّة الحيّة" التي تتقادم بشكل طبيعيّ، أي إنّه مع مرور الوقت، يأخذ لونًا معيّنًا، غالبًا ما يكون مطلوبًا للغاية. إذن هو معروف في المقام الأول لمقاومته وصلابته الطبيعيّة، مما يجعله مادّة خاماً متينة. والجدير ذكره أنه يجري إعداد أنواع الجلود الأكثر شيوعًا من جلود الأبقار. وفي نهاية عمليّة الدباغة، تشتري مصانع التصنيع والتجهيز الجلود المعالجة لصنع السلع الجلديّة على أنواعها. وكلّ مصنع يعمل وفق تقنيّات وطرق مختلفة من أجل الحصول على عدّة أنواع منها. ويشير العارفون بالمصنوعات الجلديّة إلى أنّ التقنيّات الحديثة اليوم باتت أحد العوامل المساعدة على تطويرها وتجديد ابتكاراتها وتنفيذ تصاميمها.

السؤال الذي يُطرح هو: ما فوائد الجلود؟

يشير متخصّصو مادّة الجلود إلى أنّ خطوات تصنيع الجلود تكون باهظة الثمن ومعقّدة التنفيذ خصوصًا إذا أردنا الحصول على جلد عالي الجودة. وإجراء بعضها يدويًّا يزيد من تكلفة الإنتاج، وبالتالي سعر البيع النهائيّ. ولكن نظراً لمتانة المادّة، غالبًا ما يكون ذلك استثمارًا طويل الأجل. ومقابل ارتفاع ثمنه، يتمتّع بالعديد من المزايا والقيمة العالية، وهذا ما يبرّر ارتفاع سعره نسبةً للأقمشة القطنيّة وباقي الموادّ الطبيعيّة والصناعيّة الأخرى. إنّه قابل للتمدّد، ومقاوم للزمن، يمتصّ الماء، طبيعيّ وينظّم درجة حرارة الجسم، مريح وقابل للتصليح أو الصيانة إذا صحّ القول. وسواء كان لونه الطبيعيّ يتراوح من البيج إلى الهافاني،  أو من الأسود إلى أيّ لون آخر، يبقى الجلد في صلب الموضة ويظلّ أنيقًا للغاية.

قطاع آخر من الأنشطة التي تستخدم الجلود تقليديًا، هو قطاع المفروشات. فقد شهد هذا القطاع ظهور جلود جديدة يمكنها تحمّل جميع البيئات تقريبًا. والزبائن من جهتهم لطالما رغبوا في الاستمتاع والاستفادة من كلّ الابتكارات والأفكار التي يقدّمها لهم المصنّعون. ولكن لا يزال من الصعب معرفة كيفيّة اتّخاذ القرار الصحيح والمناسب بمجرّد دخول الزبائن إلى متاجر المصنوعات والأدوات الجلديّة.

 بالموازاة، إن كان هناك مجال واحد يظهر فيه المصنّعون أكبر قدر من الإبداع، فهو الديكور. الجلود، التي كانت تُستخدم لصنع الأرائك والكراسيّ تُستخدم الآن في ميادين جديدة. اليوم يمكن تحقيق أيّ شيء تقريبًا بالجلد. وقد فهم مصمّمو الديكور هذا جيّدًا، لذلك نراهم يستغلّون هذا الواقع لربطه بكلّ لحظة من حياتنا. وبهذا يتّضح أنّ استخدام الجلود في الديكور أصبح منافسة مشروعة بين مصمّمي الديكور يتفوّقون فيها بعضهم على بعض في الابتكار وفي خلق الأفكار الحديثة والمتميّزة. 

المعروف أن بعض المنتجات الجلدية تُصمَّم بشكل تقليديّ على أساس استخدام الجلود والبعض الآخر على أساس استخدام موادّ أخرى. وقد استطاع بعض المبدعين الخروج عن هذا الأسلوب في التفكير. وهكذا، تمكنوا من الابتعاد عن المبدأ القائل بأن الجلود يجب أن تكون مخصّصة لاستخدامات معيّنة فقط، وهذا ما جعلهم يقدّمون تصاميم جلديّة جديدة ومتميّزة تثير إعجاب أشخاص متلهّفين للمفاجآت، تصاميم مرتبطة بإحياء الفنون التصويريّة والتقدّم التقنيّ. أمّا الحرفيّون أنفسهم فقد تمكّنوا من  تطوير مهنهم ودمجها مع غيرها كي يواكبوا التطوّرات الصناعيّة في هذا الميدان وفي هذا العصر، وبهدف عدم البقاء حيث هم والسير إلى الأمام.

إقرأ المزيد من بلاتينوم

cross-circle linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram